مرآة البحرين (خاص): قالت السلطات الأمنية في البحرين في 8 سبتمبر/آب 2018 إنّها ألقت القبض على 14 شخصا إيرانيا، دخلوا البلاد بجوازات سفر آسيوية مزورة وبأسماء غير حقيقية، في أول زعم من نوعه.

وذكرت السلطات، في بيان، أن المعتقلين يحملون الجنسية الإيرانية وأنّهم قاموا بشراء جوازات سفر آسيوية بمبالغ مالية، بغرض الدخول إلى البحرين، وذلك بالترتيب مع أشخاص بحرينيين من أصول إيرانية، حسب ادّعائها.

كما أعلنت أنها قامت باستدعاء أصحاب العمل الذين ضبط لديهم المقبوض عليهم.

وعقب يوم واحد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه لم تُقدّم أي وثيقة ودليل من أي مصدر وجهة حول إيرانية هؤلاء الأشخاص للمسؤولين الإيرانيين المعنيين حول هذا الادعاء.

واعتبر قاسمي أنه لا يمكن تأييد الخبر بسبب عدم وجود أية تفاصيل. وقطعت البحرين علاقتها بإيران منذ يناير/كانون الثاني 2016.

وبعد عدة أيام من هذا الإعلان، عرضت وزارة الداخلية البحرينية وثائق قالت إنها تعود إلى هؤلاء "الإيرانيين" الذين ادّعت أنّهم دخلوا البلاد بجوازات سفر آسيوية مزورة.

لكن تصريحا مناقضا لهذه الراوية، صدر عن مستشار الملك نبيل الحمر، خلال لقاء مع صحيفة سعودية نشر في 30 سبتمبر/أيلول 2018، قال فيه إن عددا من الإيرانيين دخلوا البحرين بجوازات سفر صحيحة غير مزورة، وذلك عبر دفع رشاوى إلى أشخاص لم يحددهم، وقال "لا ندري الهدف من وجودهم في بلادنا".

في هذه الأثناء، وبعد 3 أيام فقط من إعلان الداخلية، نقل موقع إخباري باكستاني عن عدد من الباكستانيين قولهم إنهم منعوا من دخول البحرين، ووفقا لتقرير نشر في صحيفة جلف ديلي نيوز فإن السلطات البحرينية فرضت حظرا مؤقتا على دخول الباكستانيين إلى البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في شركة محلية قوله إنها واجهت مشكلة في طلبات التأشيرات للباكستانيين لدى هيئة تنظيم سوق العمل، وإنّه تم تعليق هذه الطلبات.

وذكرت الصحيفة أيضا أن عدة باكستانيين استُدعوا إلى مراكز شرطة للتحقق من بصماتهم. وأخبر العديد من المواطنين الباكستانيين الصحيفة أنه طُلب منهم الحضور إلى أقرب مركز شرطة إليهم مصطحبين جواز سفرهم الأصلي وبطاقتهم الشخصية، حيث تم أخذ بصماتهم.

وقال مصرفي باكستاني إن جميع الباكستانيين صاروا يستدعون لهذا الإجراء، وإنه علم بأن شهادة عدم ممانعة ستصدر لهم بعد التحقّق. وأورد أيضا بأن بعض الشركات تم الاتصال بها لتقديم تفاصيل عن موظفين معينين.

الصحيفة نقلت عن أشخاص ربطهم ذلك بادّعاء الداخلية البحرينية اعتقال 14 شخصا قالت إنّ جنسيتهم الحقيقية إيرانية وإنّهم دخلوا البلاد بجنسيات آسيوية مزوّرة.

وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قال في 28 أغسطس/آب 2018، عقب محادثة مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، إنه يأمل أن تخفف البحرين "قيود التأشيرات والتدابير الأمنية" على رعاياه.

بعد حوالي الشهرين، قالت الداخلية في بيان إنها اكتشفت خليّة تزوير جوازات تلقّت تسهيلات من موظفين في الدولة.

وذكرت أنها أحالت إلى النيابة العامة 28 شخصا بينهم موظفون في جهات حكومية وينتمي عدد منهم إلى جنسيات مختلفة، بتهمة بتشكيل خلية عمدت إلى تزوير جوازات وأختام السفر وتأشيرات وإقامات خاصة بعدة دول خليجية وأجنبية، بغرض بيعها لأشخاص، مقابل مبالغ مالية طائلة بهدف تسهيل عملية انتقالهم بين الدول، حيث تم تزوير عدد من جوازات السفر، وإصدار تأشيرات مزورة.

ونقلت أن المتّهم الرئيس في الخلية وهو عربي الجنسية "تمكن من جمع مبالغ طائلة من عمليات بيع تلك الوثائق المزورة في الفترة من عام 2012 وحتى عام 2018".

وأضافت أن المتّهم قدم مبالغ مالية على سبيل الرشوة لعدد من الموظفين العموميين في البحرين وإحدى دول الخليج وذلك بهدف تسهيل دخول أصحاب هذه الجوازات والتأشيرات المزورة مع علمهم بتزويرها مستغلين نفوذهم والصلاحيات الممنوحة لهم.

كما ذكرت الداخلية أن المعتقلين الثمانية والعشرين في البحرين يعملون في دوائر حكومية ومكاتب لتخليص المعاملات وشركات خاصة.